تر كيف فعل ربك بعاد) * (1)، و [قوله]: * (ألم تر كيف فعل بأصحاب الفيل) * (2).
وقوله تعالى: * (أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة) * (3).
وقال الشاعر (4):
رأيت الله إذ (5) سمى نزارا * وأسكنهم بمكة قاطنينا [من الوافر] فيجوز أن يكون معنى الخبر على هذا " انكم تعلمون ربكم علما ضروريا (6) كما تعلمون القمر ليلة البدر من غير مشقة ولا كد " نظر.
وليس لأحد أن يقول: إن الرؤية إذا كانت بمعنى العلم تعدت إلى مفعولين لا يجوز الاقتصار على أحدهما على مذهب أهل اللسان، والرؤية بالبصر تتعدى إلى مفعول واحد، فيجب أن يحمل الخبر مع فقد المفعول الثاني على الرؤية بالبصر، وذلك أن العلم عند أهل اللغة على ضربين: علم يقين ومعرفة.
والضرب الآخر يكون بمعنى الظن والحسبان. والذي هو بمعنى اليقين (7) لا يتعدى إلى أكثر من مفعول واحد. ولهذا يقولون: " علمت زيدا " بمعنى عرفته وتيقنته، ولا يأتون بمفعول ثان، وإذا كان بمعنى الظن احتاج إلى المفعول الثاني، [وقد قيل: ليس يمتنع أن يكون المفعول الثاني] في الخبر محذوفا يدل الكلام