تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٥٤
فإن قيل: فما معنى تثنية النعمتين ونعم (1) الله تعالى على عباده لا تحصى كثرة.
قلنا: يحتمل أن يكون الوجه في ذلك نعم الدنيا و [نعم] الآخرة، وثناهما لأنهما كالجنسين أو النوعين. وإن كان كل قبيل منهما في نفسه ذا عدد كثير.
ويمكن أن يكون الوجه في تسميتهم (2) الأثر الحسن بالأصبع هو من حيث يشار إليه بالإصبع إعجابا [به] وتنبيها عليه، وهذه عادتهم في تسمية الشئ بما يقع عنده وبما له به علقة.
و [قد] قال قوم: إن الراعي أراد أن يقول يدا في موضع إصبع، لأن اليد النعمة، فلم يمكنه، فعدل عن اليد إلى الإصبع لأنها من اليد.
وفي هذه الأخبار وجه آخر وهو أوضح من الوجه الأول وأشبه بمذهب العرب وتصرف ملاحن كلامها (3)، وهو أن يكون الغرض في ذكر الأصابع (4) الإخبار عن تيسير تصريف القلوب وتقليبها والفعل فيها (5) [عليه] جل وعز، ودخول ذلك تحت قدرته (6)، ألا ترى أنهم يقولون: " هذا الشئ في خنصري، وإصبعي، وفي يدي، وقبضتي "؟ كل ذلك إذا أرادوا وصفه بالتيسير والتسهيل وارتفاع المشقة فيه والمؤونة.
وعلى هذا [المعنى] يتأول المحققون قوله تعالى: * (والأرض جميعا

(1) في " م ": ونعمة.
(2) في " ش ": تشبيههم.
(3) في " م ": كلامهم، كلامها - خ -.
(4) في " ش ": الإصبع.
(5) في " ش ": فيما، فيها - خ -.
(6) في " ش ": تقديره.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»