الناس يبتدئ بكلام وفي نيته أن يصله بكلام مخصوص فيسابقه إلى ذلك الكلام بعض حاضريه، فيظن [به] أنه إنما (1) وصل كلامه الأول بالثاني لأجل تذكير الحاضرين (2) ولا يكون الأمر كذلك.
والجواب الآخر (3): أن يكون الله تعالى خير نبيه (صلى الله عليه وآله) في الإذخر، فلما سأله العباس اختار (4) أحد الأمرين اللذين خير فيهما. وكل هذا غير ممتنع.
[في وجه قول سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن وضع الرب قدمه في النار:] مسألة: فإن قيل: فما قولكم في الخبر الذي رواه محمد بن جرير الطبري بإسناده إلى (5) أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) " ان النار تقول: " هل من مزيد "؟ إذا القي (6) فيها أهلها، حتى يضع الرب تعالى قدمه فيها.
وتقول: قط قط، فحينئذ تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض. وقد روي مثل ذلك عن أنس [بن مالك]؟ (7) الجواب: قلنا: لا شبهة في أن كل خبر اقتضى ما تنفيه أدله العقول فهو باطل مردود، إلا أن يكون له تأويل سائغ (8) غير متعسف، فيجوز أن يكون