تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٤٦
الناس يبتدئ بكلام وفي نيته أن يصله بكلام مخصوص فيسابقه إلى ذلك الكلام بعض حاضريه، فيظن [به] أنه إنما (1) وصل كلامه الأول بالثاني لأجل تذكير الحاضرين (2) ولا يكون الأمر كذلك.
والجواب الآخر (3): أن يكون الله تعالى خير نبيه (صلى الله عليه وآله) في الإذخر، فلما سأله العباس اختار (4) أحد الأمرين اللذين خير فيهما. وكل هذا غير ممتنع.
[في وجه قول سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن وضع الرب قدمه في النار:] مسألة: فإن قيل: فما قولكم في الخبر الذي رواه محمد بن جرير الطبري بإسناده إلى (5) أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) " ان النار تقول: " هل من مزيد "؟ إذا القي (6) فيها أهلها، حتى يضع الرب تعالى قدمه فيها.
وتقول: قط قط، فحينئذ تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض. وقد روي مثل ذلك عن أنس [بن مالك]؟ (7) الجواب: قلنا: لا شبهة في أن كل خبر اقتضى ما تنفيه أدله العقول فهو باطل مردود، إلا أن يكون له تأويل سائغ (8) غير متعسف، فيجوز أن يكون

(1) في " ش - خ -، ع ": لما.
(2) في " ش ": الحاضر به، وفي " ع ": الحاضر له.
(3) في " ش، ع ": الثاني.
(4) في " م ": أجاز.
(5) في " م، ش - خ -، ع ": عن.
(6) في " ش ": يلقى.
(7) تفسير الطبري: 26 / 106. وقوله: " هل من مزيد " إشارة إلى قوله تعالى في سورة ق:
الآية 30.
(8) في " ش ": شائع.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»