مسألة: فإن قيل: فما معنى الخبر المروي عن عبد الله بن عمر أنه قال:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) (1) يقول: " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء. ثم يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك: اللهم مصرف (2) القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك (3). والخبر (4) الذي يرويه أنس قال: [قال] رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من قلب آدمي إلا وهو بين إصبعين من أصابع الله تعالى، فإذا شاء أن يثبته ثبته، وإذا شاء أن يقلبه قلبه (5)؟
الجواب: قلنا: إن لمن تكلم في تأويل هذه الأخبار ولم يدفعها لمنافاتها لأدلة العقول أن يقول: [إن] الإصبع في كلام العرب وإن كانت [هي] الجارحة المخصوصة، فهي أيضا الأثر الحسن، يقال: " لفلان على ماله وإبله إصبع حسنة "، أي: [له] قيام وأثر حسن.
قال الراعي - واسمه عبيد (6) بن الحصين، يكنى بأبي (7) جندل - يصف