تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٥٢
مسألة: فإن قيل: فما معنى الخبر المروي عن عبد الله بن عمر أنه قال:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) (1) يقول: " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء. ثم يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك: اللهم مصرف (2) القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك (3). والخبر (4) الذي يرويه أنس قال: [قال] رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من قلب آدمي إلا وهو بين إصبعين من أصابع الله تعالى، فإذا شاء أن يثبته ثبته، وإذا شاء أن يقلبه قلبه (5)؟
الجواب: قلنا: إن لمن تكلم في تأويل هذه الأخبار ولم يدفعها لمنافاتها لأدلة العقول أن يقول: [إن] الإصبع في كلام العرب وإن كانت [هي] الجارحة المخصوصة، فهي أيضا الأثر الحسن، يقال: " لفلان على ماله وإبله إصبع حسنة "، أي: [له] قيام وأثر حسن.
قال الراعي - واسمه عبيد (6) بن الحصين، يكنى بأبي (7) جندل - يصف

(١) في " ش ": رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(٢) في " ش - خ - ": مقلب.
(٣) مسند أحمد بن حنبل: ٢ / ١٦٨، كتاب السنة لابن أبي عاصم: ١ / ١٠٠ ح ٢٢٢، تفسير الطبري: ٢ / ١٢٦، المستدرك على الصحيحين: ٢ / ٢٨٨، كنز العمال: ١ / ٢٣٢ ح ١١٦٤ وص ٢٤٢ ح ١٢١٧ وص ٣٩٧ ح ١٧٠٢.
(٤) في " م ": وفي الخبر.
(٥) وروي عن غير أنس أيضا، انظر: مسند أحمد بن حنبل: ٤ / ١٨٢، كتاب السنة لابن أبي عاصم: ١ / ٩٨ ح ٢١٩، تفسير الطبري: ٣ / ١٢٦، المستدرك على الصحيحين:
١ / ٥٢٥، وج ٤ / ٣٢١، شرح السنة للبغوي: ١ / ١٦٦، موارد الضمآن: ٦٠٠ ح ٢٤١٩، كنز العمال: ١ / 391 ح 1684.
(6) كذا الصحيح، وفي النسخ: عبيد الله.
وهو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري، أبو جندل، شاعر من جلة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل، وقيل: كان راعى إبل، من أهل بادية البصرة، عاصر جريرا والفرزدق... وهو من أصحاب الملحمات، وسماه بعض الرواة: حصين بن معاوية، توفي سنة 90 ه‍. ذكره ابن قتيبة الدينوري في الشعر والشعراء: 265، جمهرة أشعار العرب:
427، أعلام الزركلي: 4 / 188.
(7) في " م ": بابن.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»