تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٥٠
ذلك عليه (1)، وقيل: إنما قال (صلى الله عليه وآله): إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق. واستشهد بقوله تعالى: * (إنك لا تسمع الموتى) * (2). (3) ويمكن في الخبر إن كان صحيحا وجوه من التأويل:
أولها: انه إن وصى موص بأن يناح عليه ففعل ذلك بأمره، فإنه يعذب بالنياحة (4). وليس [معنى] يعذب بها أنه يؤاخذ بفعل النواح، وإنما معناه أنه يؤاخذ بأمره بها ووصيته بفعلها. وإنما قال (صلى الله عليه وآله) ذلك لأن الجاهلية كانوا يرون البكاء عليهم والنوح ويأمرون به ويؤكدون الوصية بفعله، وهذا مشهور عنهم.
[كما] قال طرفة بن العبد (5):
فإن مت فانعيني بما أنا أهله * وشقي علي الجيب يا ابنة معبد [من الطويل] وقال بشر بن أبي خازم:
فمن يك سائلا عن بيت بشر * فإن له بجنب الردم بابا ثوى في ملحد لابد منه * كفى بالموت نابا واغترابا رهين بلى وكل فتى سيبلى * فأذري الدمع وانتحبي انتحابا [من الوافر] وثانيها: ان العرب كانوا يبكون موتاهم ويذكرون غاراتهم وقتل أعدائهم،

(١) في " ش ": عليك.
(٢) سورة النمل: ٨٠.
(٣) المصنف لابن أبي شيبة: ١٤ / ٣٧٧ ح ١٨٥٥٢، مسند أحمد بن حنبل: ٢ / ٣٨، صحيح البخاري: ٥ / 98.
(4) في " ش - خ - ": يعذب عليه.
(5) شرح المعلقات العشر: 109.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»