جملة العبادات المفترضات، وكذلك تسليم المبيع غير واجب ولا داخل في جملة العبادات (1)، فإذا تقدم عقد البيع (2) وجب وصار مصلحة. ونظائر ذلك في الشرعيات أكثر من أن تحصى.
فأما قول موسى (عليه السلام) له (صلى الله عليه وآله): " إن أمتك لا تطيق " فراجع، فليس ذلك تنبيها (3) له (صلى الله عليه وآله)، وليس يمتنع أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن يسأله (4) مثل ذلك لو لم يقل له موسى (عليه السلام). ويجوز أن يكون قوله قوى دواعيه في المراجعة التي كانت أبيحت له.
ومن الناس من استبعد هذا الموضوع (5) من حيث يقتضي أن يكون موسى (عليه السلام) في تلك الحال حيا كاملا، وقد قبض منذ زمان، وهذا ليس ببعيد، لأن الله تعالى قد خبر أن أنبياءه (عليهم السلام) والصالحين من عباده في الجنان يرزقون، فما المانع من أن يجمع الله بين نبينا (صلى الله عليه وآله) وبين موسى (عليه السلام)؟
[حول استئذان سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) لربه أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف:] مسألة: فإن قيل: فما الوجه فيما روي أن الله تعالى لما أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يقرأ القرآن على حرف واحد قال له جبرئيل (عليه السلام): استزده يا محمد، فسأل الله