مع من تقدم والحال عندكم واحدة؟ بل لو قلنا: إنها كانت أغلظ وأفحش لأصبنا، لأنها كانت مفتاح الشر، وأس الخلاف، وسبب التبديل والتغيير؟
وبعد، فكيف لم يقنع بالكف عن التفكير والعدول عن المكاشفة والمجاهرة (1) حتى بايع القوم وحضر مجالسهم، ودخل في رأيهم (2)، وصلى مقتديا بهم، وأخذ عطيتهم، ونكح [من] سبيهم وأنكحهم، ودخل في الشورى التي هي عندكم مبنية على غير تقوى، فما الجواب عن جميع ذلك اذكروه، فإن الأمر فيه مشتبه، والخطب ملتبس؟
الجواب: قلنا [له]: أما الكلام على ما تضمنه هذا السؤال فهو مما يخص الكلام في الإمامة، وقد استقصيناه في كتابنا المعروف بالشافي في الإمامة (3)، وبسطنا القول (4) [فيه] في هذه الأبواب ونظائرها بسطا يزيل الشبهة ويوضح الحجة، لكنا لا نخلي هذا الكتاب من حيث تعلق غرضه بهذه المواضع (5) من إشارة إلى طريقة الكلام فيها.
فنقول: قد بينا في صدر هذا الكتاب ان الأئمة (عليهم السلام) معصومون من كبائر الذنوب وصغائرها (6)، واعتمدنا في ذلك على دليل عقلي لا يدخله احتمال ولا تأويل بشئ، فمتى ورد عن (7) أحدهم (عليهم السلام) فعل له ظاهر الذنب، وجب أن