صحيحا، ومعناه مطابقا للأدلة.
وقد دلت العقول ومحكوم القرآن والصحيح من السنة على أن الله تعالى ليس بذي جوارح، ولا يشبه شيئا من المخلوقات، وكل خبر ينافي ما ذكرناه وجب أن يكون إما مردودا أو محمولا على ما يطابق ما ذكرنا (1) من الأدلة، وخبر القدم يقتضي ظاهره التشبيه المحض، فكيف يكون مقبولا وقد قال قوم إنه لا يمتنع أن يريد بذكر القدم القوم الذين قدمهم (2) لها، وأخبر أنهم يدخلون إليها ممن استحقها بأعماله.
فأما قو النار: فهل من مزيد؟ فقد قيل: معنى ذلك أنها صارت بحيث لا موضع فيها للزيادة، وبحيث لو كانت ممن تقول لقالت: قد امتلأت وما بقي في [من] مزيد، وأضاف القول إليها على سبيل المجاز، كما أضاف الشاعر القول إلى الحوض [من قوله]:
امتلأ الحوض فقال قطني * مهلا رويدا قد ملأت بطني (3) [من الرجز] وقد قال أبو علي الجبائي: إن القول الذي هو " هل من مزيد؟ من وقول الخزنة. كما يقال: قالت البلدة الفلانية [كذا]، أي قال أهلها. وكما قال تعالى:
* (وجاء ربك والملك صفا صفا) * (4) وهذا أيضا غير ممتنع.
[في قول سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) يعذب الميت ببكاء الحي عليه:]