تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٤٩
تعالى عن الظلم وكل قبيح.
وقد نزه الله تعالى نفسه بمحكم القول عن ذلك فقال جل وعز: * (ولا تزر وازر أخرى) * (1). ولابد من أن نصرف ما ظاهر بخلاف هذه الأدلة إلى ما يطابقها إن أمكن، أو نرده ونبطله.
وقد روي عن ابن عباس في هذا الخبر [أنه قال]: وهل ابن عمر، إنما مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على قبر يهودي [أهله يبكون عليه] فقال: إنهم ليبكون عليه وإنه ليعذب (2).
وقد روي إنكار هذا الخبر عن عائشة أيضا، وأنها قالت لما خبرت بروايته: وهل [أبو] عبد الرحمن كما وهل يوم قليب بدر، إنما قال (صلى الله عليه وآله): إن أهل الميت ليبكون عليه، وإنه ليعذب بجرمه (3). فهذا الخبر مدود ومطعون عليه [كما ترى].
ومعنى قولهما: وهل: أي ذهب وهمه إلى غير الصواب، يقال: وهلت إلى الشئ أوهل وهلا: إذا ذهب وهمك إليه. و [قد] وهلت عنه (4) أوهل وهلا: إذا نسيته وغلطت فيه. ووهل الرجل يوهل وهلا: إذا فزع. والوهل: الفزع.
وموضع وهله في ذكر القليب أنه روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) وقف على قليب بدر فقال: هل وجدتم ما وعد (5) ربكم حقا؟ ثم قال: إنهم ليسمعوا ما أقول. فأنكر

(١) سورة الأنعام: ١٦٤، سورة الإسراء: 15، سورة فاطر: 18، سورة الزمر: 7.
(2) مسند أحمد بن حنبل: 6 / 281، المستدرك على الصحيحين: 2 / 215، السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 72.
(3) المصنف لابن أبي شيبة: 3 / 392، مسند أحمد بن حنبل: 6 / 57.
(4) في " م ": إليه.
(5) في " ش ": وعدكم.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»