مكتوم لما جاءه وإقباله (1) على غيره] بقوله تعالى: * (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى) * (2). وهذا أيسر ما فيه أن يكون صغيرا؟
الجواب: قلنا: أما ظاهر الآية فغير دال على توجهها إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، ولا فيها ما يدل على أنها (3) خطاب له، بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه.
وفيها ما يدل عنه التأمل على أن المعني بها غير النبي (صلى الله عليه وآله)، لأنه وصفه بالعبوس، وليس هذا من صفات النبي (صلى الله عليه وآله) في قرآن ولا خبر مع الأعداء المنابذين (4)، فضلا عن المؤمنين المسترشدين.
ثم وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء، وهذا مما لا يصف به نبينا عليه الصلاة والسلام من يعرفه، فليس هذا مشبها لأخلاقه (5) الواسعة وتحننه على (6) قومه وتعطفه، وكيف يقول له (صلى الله عليه وآله): وما عليك ألا يزكى وهو مبعوث للدعاء والتنبيه؟! وكيف لا يكون ذلك عليه فكأن هذا القول إغراء بترك الحرص على إيمان قومه، وقد قيل: إن هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان منه هذا الفعل المنعوت فيها، ونحن وإن شككنا في عين من نزلت فيه فلا ينبغي أن نشك في (7) أنها لم يعن بها النبي (صلى الله عليه وآله) وأي تنفير أبلغ من