تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٣٨
[من البسيط] فأعمل الكلام على المعنى دون اللفظ، لأنه لو أعمله على اللفظ دون المعنى لقال: " أو مثل " - بالجر -، لكنه لما كان معنى جئني: أحضر، أو هات قوما مثلهم حسن أن يقول (1): " أو مثل " - بالفتح - وقال الشاعر:
درست وغير آيهن مع البلى * إلا رواكد جمرهن هباء ومشجج أما سوار قذى له * فبدا وغيب ساره المعزاء (2) [من الكامل] فقال: ومشجع - بالرفع - إعمالا للمعنى، لأنه لما كان معنى قوله إلا رواكد أنهن باقيات ثابتات عطف على ذلك المشجع بالرفع، ولو أجرى الكلام على لفظه لنصب المعطوف به. وأمثلة هذا المعنى كثيرة (3)، وفيما ذكرناه كفاية بمشيئة الله تعالى.
[تنزيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن المعاتبة في أمر الأعمى:] مسألة: فإن قيل: أليس قد عاتب الله نبيه (صلى الله عليه وآله) [في إعراضه عن ابن أم

(١) في " ش ": يقال.
(٢) ورد هذان البيتان في كتاب سيبويه: ١ / ١٧٣ - ١٧٤، خزانة الأدب: ٥ / ١٤٧.
وورد البيت الثاني في لسان العرب: ٢ / 304 - شجج - منسوبا في فهارسه للشماخ، وفيها جميعا بهذا اللفظ:
بادت وغى..............................................
ومشجج أما سواء قذاله فبدا وغير ساره المعزاء والهباء: الغبار. والمشجج: الوتد، والمعزاء: الأرض الحزنة الغليظة ذات الحجارة.
(3) في " م، ع ": كثير.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»