تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٤٢
الوعيد؟ فلابد من الرجوع إلى ما ذكرناه (1).
[تنزيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن الذنب:] مسألة: فإن قيل: فما وجه قوله تعالى: * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم) * (2) أو ليس ظاهر هذا الخطاب يتضمن العتاب، والعتاب لا يكون إلا على ذنب كبير أو صغير؟
الجواب: قلنا: ليس في ظاهر [هذه] الآية ما يقتضي عتابا، وكيف يعاتبه الله تعالى على ما ليس لذنب؟ لأن تحريم الرجل بعض نسائه لسبب أو لغير سبب ليس بقبيح ولا داخل في جملة الذنوب، وأكثر ما فيه أنه مباح.
ولا يمتنع أن يكون قوله تعالى: * (لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك) * خرج مخرج التوجع [له] من حيث تحمل المشقة في إرضاء زوجاته، وإن كان ما فعل قبيحا.
ولو أن أحدنا أرضى بعض نسائه بتطليق أخرى أو بتحريمها لحسن أن يقال له: لم فعلت ذلك وتحملت المشقة فيه؟ وإن كان ما فعل قبيحا.
ويمكن أيضا إذا سلمنا ان القول يقتضي ظاهره العتاب (3) أن يكون ترك التحريم أفضل من فعله، فكأنه عدل بالتحريم عن الأولى.
ويحسن أن يقال لمن عدل عن النقل: لم لم تفعله؟ وكيف عدلت عنه؟
والظاهر الذي لا شبهة فيه قد يعدل عنه بدليل (4)، فلو كان للآية ظاهر يقتضي

(١) أخرجه في البحار: ١٧ / ٧١ عن كتابنا هذا.
(٢) سورة التحريم: ١.
(3) في " م ": ان للقول بعض ظاهر العتاب.
(4) في " ع ": لدليل.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»