تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٣٤
مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * (1) أو ليس هذا صريحا في أن له (صلى الله عليه وآله) ذنوبا وإن كانت مغفورة؟
الجواب: قلنا: أما من نفي عنه (صلى الله عليه وآله) صغائر الذنوب مضافا إلى كبائرها، فله عن هذه الآية أجوبة نحن نذكرها ونبين صحيحها من سقيمها.
منها: أنه أراد [الله] تعالى بإضافة الذنب إليه ذنب أبيه آدم (عليه السلام).
وحسنت هذه الإضافة لاتصال القربى (2)، وغفره له (3)، من حيث أقسم [آدم] على الله تعالى به، فأبر قسمه، فهذا [الذنب] المتقدم. والذنب المتأخر [هو] ذنب شيعته وشيعة أخيه (عليه السلام). وهذا الجواب يعترضه أن صاحبه نفى عن نبي ذنبا وأضافه إلى آخر، والسؤال [عليه] فيمن أضافه إليه كالسؤال فيمن نفاه عنه.
ويمكن (4) إذا أردنا نصرة هذا الجواب أن نجعل الذنوب كلها لأمته (صلى الله عليه وآله)، ويكون ذكر التقدم والتأخر إنما أراد به ما تقدم زمانه وما تأخر، كما يقول القائل مؤكدا: " وقد غفرت لك ما قدمت وما أخرت، وصفحت عن السالف والآنف من ذنوبك ". ولإضافة (5) ذنوب أمته [إليه] وجه في الاستعمال معروف، لأن القائل قد يقول لمن حضره من بني تميم أو غيرهم من القبائل: أنتم فعلتم كذا وكذا، وقتلتم فلانا، وإن كان الحاضرون ما شهدوا ذلك ولا فعلوه، وحسنت الإضافة للاتصال والنسب (6)، ولا سبب أوكد مما بين الرسول (صلى الله عليه وآله) وأمته، فقد

(١) سورة الفتح: ٢.
(2) في " م، ش ": للاتصال والقربى.
(3) في " ش ": وغفره لك، وفي " ع ": وعفوه لذلك.
(4) في " ش ": ونحن، ويمكن - خ -.
(5) في " ش ": والمضافة.
(6) في " ع ": والتسبب.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»