وقيل: إن المراد بالغرانيق الملائكة. وقد جاء مثل ذلك في [بعض] الحديث فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم، وقيل: إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة فتلاه الرسول (صلى الله عليه وآله)، فلما ظن المشركون أن المراد به (1) آلهتهم نسخت تلاوته.
وكل هذا يطابق ما ذكرناه من تأويل قوله: * (إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) *، لأن بغرور الشيطان ووسوسته أضيف إلى تلاوته (صلى الله عليه وآله) ما لم يرده بها.
وكل هذا واضح بحمد الله تعالى [ومنه].
[تنزيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن معاتبة الله له:] مسألة: فإن قيل: فما تأويل قوله تعالى: * (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) * (2) أليس هذا عتابا له (صلى الله عليه وآله) من حيث (3) أضمر ما كان ينبغي أن يظهره وراقب من لا يجب أن يراقبه، فما الوجه في ذلك؟
الجواب: قلنا: وجه هذه الآية معروف، وهو أن الله تعالى لما أراد نسخ ما كانت عليه الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الدعي، والدعي هو الذي كان أحدهم يجتبيه ويربيه ويضيفه إلى نفسه على طريق البنوة، وكان منم عادتهم أن يحرموا على أنفسهم (4) نكاح أزواج أدعيائهم كما يحرمون نكاح أزواج