تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٣٣
وكذلك اليسر بتفريج الكرب وإزالة الهموم والغموم أشبه.
فإن قيل: هذا التأويل يبطله أن هذه السورة مكية نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في الحال الذي ذكرتم أنها [كانت] تغمه من ضعف الكلمة، وشدة الخوف من الأعداء، وقيل أن يعلي الله كلمة المسلمين على المشركين، فلا وجه لما ذكرتموه.
قلنا: عن هذا السؤال جوابان:
أحدهما: أنه تعالى لما بشره بأنه يعلي دينه على الدين كله ويظهره عليه ويشفى (صلى الله عليه وآله) من أعدائه غيظه، وغيظ المؤمنين به، كان بذلك واضعا عنه ثقل غمه بما كان يلحقه من قومه، ومطيبا لنفسه، ومبدلا عسره يسرا، لأنه يثق بأن وعد الله تعالى حق لا (1) يخلف، فامتن الله تعالى عليه بنعمة سبقت الامتنان وتقدمته.
والجواب (2) الآخر: أن يكون اللفظ وإن كان ظاهره الماضي، فالمراد به الاستقبال. ولهذا نظائر كثيرة في القرآن والاستعمال. قال الله تعالى: * (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة) * (3) وقوله تعالى: * (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك) * (4) إلى غير ذلك مما شهرته تغني عن ذكره.
[تنزيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن الذنب:]

(١) في " ع ": ما.
(٢) في " م، ش ": والوجه.
(٣) سورة الأعراف: ٥٠.
(٤) سورة الزخرف: ٧٧.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»