مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك) * (1) أو ليس هذا صريحا في وقوع المعاصي منه (صلى الله عليه وآله).
الجواب: قلنا: أما الوزر في أصل اللغة فهو الثقل، وإنما سميت الذنوب بأنها أوزارا لأنها تثقل كاسبها وحاملها.
فإذا كان أصل الوزر ما ذكرناه، فكل شئ أثقل الإنسان وغمه وكده (2) وجهده جاز أن يسمى وزرا، تشبيها بالوزر الذي هو الثقل الحقيقي.
وليس يمتنع أن يكون الوزر في الآية إنما أراد به غمه (صلى الله عليه وآله) وهمه بما كان عليه قومه من الشرك، وأنه كان هو وأصحابه بينهم مستضعفا مقهورا [مغموما] (3).
فكل ذلك مما يتعب الفكر ويكدر (4) النفس. فلما [أن] أعلى الله كلمته ونشر دعوته وبسط (5) يده خاطبه بهذا الخطاب تذكيرا له بمواقع (6) النعمة عليه، ليقابله بالشكر والثناء والحمد.
ويقوي هذا التأويل قوله تعالى: * (ورفعنا لك ذكرك) * (7) وقوله عز وجل:
* (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) * (8) والعسر بالشدائد (9) والغموم أشبه،