تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٢١
مضعفة (1) عند أصحاب الحديث بما يستغني عن ذكره.
وكيف يجيز ذلك على النبي (2) (صلى الله عليه وآله) من يسمع الله تعالى يقول [: * (كذلك لنثبت به فؤادك) * (3) يعني القرآن. وقوله تعالى]: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) * (4)، وقوله تعالى: * (سنقرئك فلا تنسى) * (5)؟ على أن من يجيز السهو على الأنبياء (عليهم السلام) يجب أن لا يجيز ما تضمنته هذه الرواية المنكرة لما فيها من غاية التنفير عن النبي (صلى الله عليه وآله)، [لأن الله تعالى جنب نبيه (صلى الله عليه وآله)] من الأمور الخارجة عن باب المعاصي، كالغلظة والفظاظة وقول الشعر، وغير ذلك مما هو دون مدح الأصنام المعبودة دون الله تعالى.
على أنه لا يخلو (صلى الله عليه وآله) وحوشي مما قذف به من أن يكون تعمد ما حكوه، وفعله قاصدا أو فعله ساهيا، ولا حاجة بنا إلى إبطال القصد في هذا الباب والعمد لظهوره، وإن كان فعله ساهيا فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة وطريقتها (6)، ثم لمعنى ما تقدمها (7) من الكلام، لأنا نعلم ضرورة أن شاعرا (8) لو أنشد قصيدة لما جاز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها وفي معنى البيت الذي تقدمه وعلى الوجه الذي تقتضيه

(١) في " ع ": ضعيفة.
(٢) في " ش ": وكيف تخبر عن ذلك عن النبي؟
(٣) سورة الفرقان: ٣٢.
(٤) سورة الحاقة: ٤٤ - 46.
(5) سورة الأعلى.
(6) في " ش، ع ": وطريقها.
(7) في " ش - خ - ": ثم بلغني ما تقدمها.
(8) في " ش، ع ": أن من كان ساهيا.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»