تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٢٧
لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم (1) ومنزلتهم، وهذا مما لا شبهة فيه، وليس كل شئ يجب (2) أن يجتنبه (3) الأنبياء (عليهم السلام) مقصورا على أفعالهم ألا ترى أن الله تعالى قد جنبهم الفظاظة [والغلظة] والعجلة، وكل ذلك ليس من فعلهم، وأوجبنا أيضا أن يجنبوا (4) الأمراض المنفرة والخلق المشينة كالجذام والبرص وتفاوت (5) الصور واضطرابها، وكل ذلك ليس من مقدورهم ولا فعلهم؟
وكيف يذهب على عاقل ان عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه ومثالبه؟ ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض الأمناء أو الشهود لكان ذلك قادحا في عدالته، وحاطا (6) من (7) منزلته، وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى من أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلى منزلته. هذا بين لمن تدبر.
[تنزيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن معاتبته في الأسرى:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم

(1) في " م، ش ": رتبتهم.
(2) في " م ": يوجب، وفي " ش ": وجب.
(3) في " م ": يجنبه.
(4) في " ش، ع ": يجتنبوا.
(5) في " ش ": ونقاوة.
(6) في " م، ش، - خ -، ع ": وخافضا.
(7) في " ع ": في.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»