تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢١٠
عيسى (عليه السلام) [تنزيه عيسى (عليه السلام) عن ادعائه الألوهية:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) * (1) وليس يخلو من أن يكون عيسى (عليه السلام) ممن قال ذلك، أو يجوز أن يقوله. وهذا بخلاف ما تذهبون [إليه] في الأنبياء (عليهم السلام) أو يكون ممن لم يقل ذلك ولا [يجوز أن] يقوله فلا معنى لاستفهامه [تعالى منه] وتقريره، ثم أي معنى في قوله * (ولا أعلم ما في نفسك) *؟ وهذه اللفظة لا تكاد تستعمل في الله تعالى.
الجواب: [قلنا:] إن قوله تعالى: * (أأنت قلت للناس) * ليس باستفهام على الحقيقة وإن كان خارجا مخرج الاستفهام، والمراد به تقريع من ادعى ذلك عليه من النصارى وتوبيخهم [وتأنيبهم] وتكذيبهم، وهذا يجري مجرى قول أحدنا لغيره: " أفعلت كذا وكذا "؟ وهو يعلم أنه لم يفعله، ويكون مراده تقريع من أدعى ذلك عليه، وليقع الإنكار والجحود ممن خوطب بذلك فيبكت (2) من

(١) سورة المائدة: ١١٦.
(2) في " ش ": فيسكت، والتبكيت: التقريع والتعنيف.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»