تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٠٥
يونس (عليه السلام) [تنزيه يونس (عليه السلام) عن الظلم:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * (1) وما معنى غضبه؟ وعلى من كان غضبه؟. كيف ظن أن الله تعالى لا يقدر عليه، وذلك مما لا يظنه مثله؟ وكيف اعترف بأنه من الظالمين والظلم قبيح؟
الجواب: قلنا: أما (2) من [ظن أن] يونس (عليه السلام) خرج مغاضبا لربه من حيث لم ينزل بقومه العذاب، فقد خرج في الافتراء على [الله تعالى وعلى] أنبيائه (3) (عليهم السلام) وسوء الظن بهم عن الحد، وليس يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا [له] وجاهلا بأن الحكمة في سائر أفعاله، وهذا لا يليق بأتباع الأنبياء (عليهم السلام) من المؤمنين فضلا عمن عصمه الله تعالى ورفع درجته، وأقبح من ذلك ظن الجهال وإضافتهم إليه (عليه السلام) انه ظن ربه لا يقدر عليه من جهة القدرة التي يصح بها الفعل. ويكاد (4) يخرج عندنا من ظن بالأنبياء (عليهم السلام) مثل ذلك عن باب

(١) سورة الأنبياء: ٨٧.
(2) في " ش ": إن.
(3) في " ش "، ع ": الأنبياء.
(4) في " ش ": ويكاد أن.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 205 206 207 208 209 210 ... » »»