تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢١٣
وقال ابن الأعرابي (1): النفوس التي تصيب الناس بالنفس. وذكر رجلا فقال: كان والله حسودا نفوسا كذوبا.
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات (2):
يتقي أهلها النفوس عليها * فعلى نحرها الرقي والتميم (3) [من الخفيف] والنفس أيضا من الدباغ: مقدار الدبغة، تقول (4): " أعطني نفسا من الدباغ " أي: قدر ما أدبغ به مرة.
والنفس أيضا: الغيب يقول القائل: " إني لا أعلم نفس فلان " أي: غيبه.
وهذا تأويل قوله تعالى: * (وتعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) * أي: تعلم غيبي وما عندي، ولا أعلم غيبك وما عندك.
وقيل: إن النفس أيضا: العقوبة، من قولهم: " أحذرك نفسي " أي:
عقوبتي.
وبعض المفسرين حمل قوله تعالى: * (ويحذركم الله نفسه) * على هذا المعنى، كأنه قال: يحذركم الله عقوبته. روي ذلك عن ابن عباس والحسن.
وآخرون قالوا: معنى الآية: ويحذركم الله إياه (5).

(١) هو أبو عبد الله محمد بن زياد الكوفي الهاشمي بالولاء أحد العالمين باللغة والمشهورين بمعرفتها، ولد سنة ١٥٠ ه‍، وتوفي سنة ٢٣١ ه‍.
(٢) في " ع): عبد الله بن قيس في الرقيات.
(٣) في " ش ": والتسنيم، والتميم - خ -.
ونقل هذا البيت والرواية المتقدمة في مجمع البيان: ٣ / ٤٥٨.
(٤) في " ع ": يقال.
(٥) البيان: ٣ / ٤٥٨. انظر تفسير التبيان: ٢ / ٤٣٥، مجمع البيان: ٢ / ٢٧٤، الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي: 1 / 244.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»