تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٩٩
الأنبياء (عليهم السلام).
وأما قول بعضهم: إنه (عليه السلام) إنما عوتب واستغفر لأجل ان فريقين اختصما إليه، أحدهما من أهل جرادة (1) امرأة له كان يحبها، فأحب أن يقع القضاء لأهلها فحكم بين الفريقين بالحق، وعوتب على محبة موافقة الحكم لأهل امرأته (2)، فليس [هذا] أيضا بشئ، لأن هذا المقدار الذي ذكروه ليس بذنب يقتضي عتابا إذا كان لم يرد القضاء (3) بما يوافق امرأته على كل حال، بل مال طبعه إلى أن يكون الحق موافقا لقول فريقها، وان يتفق أن يكون في جهتها من غير أن يقتضي ذلك ميلا منه إلى الحكم أو عدولا (4) عن الواجب.
ومنها: أنه روي أن الجن لما ولد لسليمان (عليه السلام) ولد قالوا: " لنلقين من ولده مثل ما لقينا من أبيه " فلما ولد له غلام أشفق عليه منهم فاسترضعه في المزن وهو في السحاب، فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه ميتا تنبيها [له] على أن الحذر لا ينفع (5) مع القدر.
ومنها: انهم ذكروا انه كان لسليمان (عليه السلام) ولد شاب ذكي، وكان يحبه حبا شديدا فأماته الله تعالى على بساطه فجأة بلا مرض اختبارا من الله تعالى لسليمان (عليه السلام) وابتلاء لصبره في إماتة ولده، وألقى جسده على كرسيه، وقيل:
إن الله جل ثناؤه [أماته] في حجره وهو على كرسيه فوضعه من حجره

(1) في " ش ": جوارة.
(2) في " م ": القرابة.
(3) في " ش ": العتاب.
(4) في " م، ش ": أن اقتضى ذلك ميل منه في الحكم أو عدول.
(5) في " ع ": لا ينقطع.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 205 ... » »»