تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٩٧
[تنزيه سليمان (عليه السلام) عن الفتنة:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) * (1) أو ليس قد روي في تفسير هذه الآية أن جنيا [كان] اسمه صخرا تمثل على صورته وجلس على سريره، وأنه أخذ خاتمه الذي فيه النبوة، فألقاه في البحر، فذهبت نبوته وأنكره قومه حتى عاد إليه من بطن السمكة (2)؟
الجواب: قلنا: أما ما رواه (3) القصاص في هذا الباب (4) فليس (5) مما يذهب على عاقل بطلانه، وان مثله لا يجوز على الأنبياء (عليهم السلام)، وان النبوة لا تكون في خاتم، ولا يسلبها النبي (عليه السلام)، ولا تنزع عنه، وان الله تعالى لا يمكن الجني من التمثيل بصورة النبي (عليه السلام)، ولا غير ذلك مما افتروا على النبي (عليه السلام) وإنما الكلام على ما يقتضيه ظاهر القرآن، وليس في الظاهر أكثر من أن جسدا ألقي على كرسيه على سبيل الفتنة [له] وهي الاختبار والامتحان، مثل قوله تعالى:
* (آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) * (6) والكلام في ذلك الجسد ما هو إنما يرجع فيه إلى الرواية الصحيحة التي لا تقتضي إضافة قبيح إليه تعالى ، وقد قيل في ذلك أشياء:

(١) سورة ص: ٣٤.
(٢) تفسير الطبري: ٢٣ / ١٠٠.
(٣) في " م ": أما رواية.
(٤) في " ع ": ما رواه الجهال في القصص في هذا الباب.
(٥) في " ش، ع ": فليس مما.
(٦) سورة العنكبوت: ١ - 3.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»