تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٩٤
فصل بإضافة القبيح إليه وانه تلهى بعرض الخيل عن فعل المفروض عليه من الصلاة، والذي يقتضيه الظاهر أن حبه للخيل وشغفه بها كان بإذن ربه وبأمره وتذكيره (1) إياه لأن الله تعالى قد أمرنا بإرباط الخيل وإعدادها لمحاربة الأعداء، فلا ينكر أن يكون سليمان (عليه السلام) مأمورا بمثل ذلك. فقال: * (أحببت حب الخير عن ذكر ربي) *، ليعلم من حضره أن اشتغاله بها واستعاذته (2) لها لم يكن لهوا ولا لعبا وإنما اتبع فيها (3) أمر الله تعالى وآثر طاعته.
وأما قوله: * (أحببت حب الخير) * ففيه وجهان:
أحدهما: انه أراد: [أني] أحببت حبا، ثم أضاف الحب إلى الخير.
والوجه الثاني: انه أراد: أحببت اتخاذ الخير. فجعل بدل قوله: " اتخاذ الخير " حب الخير.
فأما قوله تعالى: * (ردوها علي) * فهو للخيل لا محالة على مذهب سائر أهل التفسير.
فأما قوله تعالى: * (حتى توارت بالحجاب) * فإن أبا مسلم محمد بن بحر وحده قال: إنه عائد إلى الخيل دون الشمس، لأن الشمس لم يجر لها ذكر في القصة، وقد جري للخيل ذكر فرده إليها أولى إذا كانت له محتملة، وهذا التأويل يبرئ النبي (عليه السلام) (4) من المعصية.
فأما من قال: إن قوله تعالى: * (حتى توارت بالحجاب) * كناية عن الشمس فليس في ظاهر القرآن أيضا على هذا الوجه ما يدل على أن التواري

(1) في " م، ش ": عن إذن ربه وبأمره وبتذكيره.
(2) في " م، ع ": واستعداده.
(3) في " م، ع ": فيه.
(4) في " ع ": عن.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»