تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٩٣
1 - سليمان (عليه السلام) [تنزيه سليمان (عليه السلام) عن المعصية] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله: * (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق) * (1) أو ليس ظاهر هذه الآيات (2) يدل على أن مشاهدة الخيل ألهته وشغلته (3) عن ذكر ربه، حتى روي أن الصلاة فاتته، وقيل: إنها صلاة العصر، ثم إنه عرقب الخيل وقطع سوقها وأعناقها غيظا عليها، وهذا كله [فعل] يقتضي ظاهره القبح.
الجواب: قلنا: أما ظاهر الآية فلا يدل على إضافة قبيح إلى سليمان (4) (عليه السلام) والرواية إذا كانت مخالفة لما تقتضيه الأدلة إليها لا يلتفت إليها لو كانت قوية [صحيحة] ظاهرة، فكيف إذا كانت ضعيفة واهية؟ والذي يدل على ما ذكرناه على سبيل الجملة ان الله تعالى ابتدأ الآية بمدحه وتقريظه (5) والثناء عليه، فقال * (نعم العبد إنه أواب) *، وليس يجوز أن يثني عليه بهذا الثناء ثم يتبعه من غير

(١) سورة ص: ٣٠ - 33 (2) في " ش ": الآية.
(3) في " م، ع ": ألهاه وأشغله.
(4) في " ش، ع ": النبي.
(5) في " ش، ع ": وتعريفه.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»