عليه، فأخرج الجزاء على وجه المجازات به (1)، كما قال تعالى: * (يخادعون الله وهو خادعهم) * (2)، وقال جل وعز: * (الله يستهزئ بهم) * (3) فأخرج الجزاء على لفظ المجازى عليه.
قال الشاعر (4):
ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا [من الوافر] ولما كان المقصود في الاستغفار والتوبة إنما هو القبول، قيل في جوابه:
" فغفرنا لك " أي (5): فعلنا المقصود به. كذلك لما كان الاستغفار على طريق الخضوع والعبادة المقصود به القربة والثواب، قيل في جوابه: " غفرنا " مكان قبلنا.
على أن من ذهب إلى أن داود (عليه السلام) فعل صغيرة، فلابد من أن يحمل قوله تعالى: * (فغفرنا) * على غير إسقاط العقاب، لأن العقاب قد سقط بما هناك من الثواب الكثير من غير استغفار ولا توبة، ومن جوز على داود (عليه السلام) الصغيرة، يقول: إن استغفاره (عليه السلام) كان لأحد أمور:
أولها (6): ان أوريا بن حنان لما أخرجه في بعض ثغوره فقتل، وكان