تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٩٠
داود (عليه السلام) عالما بجمال زوجته، فمالت نفسه إلى نكاحها بعده، فقل غمه بقتله لميل طبعه إلى نكاح زوجته، فعوتب على ذلك بنزول الملكين من حيث حمله ميل الطبع، على أن قل غمه بمؤمن قتل من أصحابه.
وثانيها: انه روي أن امرأة خطبها أوريا بن حنان ليتزوجها، وبلغ داود (عليه السلام) جمالها فخطبها أيضا فزوجها أهلها بداود (عليه السلام) وقدموه على أوريا وغيره، فعوتب (عليه السلام) على الحرص على الدنيا، بأنه خطب امرأة قد خطبها غيره حتى قدم (1) عليه.
وثالثها: أنه روي أن امرأة تقدمت مع زوجها إليه في مخاصمة بينهما من غير محاكمة ولكن على سبيل الوساطة، وطال الكلام بينهما وتردد، فعرض داود (عليه السلام) للرجل بالنزول عن المرأة لا على سبيل الحكم لكن على سبيل التوسط والاستصلاح، كما يقول أحدنا لغيره: " إذا كنت لا ترضى زوجتك هذه ولا تقوم بالواجب من نفقتها فأنزل عنها "، فقدر الرجل ان ذلك حكم منه لا عرض (2)، فنزل عنها وتزوجها داود (عليه السلام)، فأتاه الملكان ينبهانه على التقصير في [ترك] تبيين مراده للرجل، وأنه كان على سبيل العرض لا الحكم.
ورابعها: ان سبب ذلك أن داود (عليه السلام) كان متشاغلا بعبادته في محرابه، فأتاه رجل وامرأة يتحاكمان، فنظر إلى المرأة ليعرفها بعينها فيحكم لها أو عليها، وذلك نظر مباح على هذا الوجه، فمالت نفسه [إليها] ميل الخلقة والطباع، ففصل بينهما وعاد إلى عبادته، فشغله الفكر في أمرها وتعلق القلب بها عن بعض

(1) في " م ": قدر.
(2) في " ع ": تعريض.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»