تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٨٢
الجواب: قلنا: ما روي في هذا المعنى ليس بصحيح، وليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه (عليه السلام) ما ذكروه من هتك العورة ليبرئه من عاهة أخرى، فإنه تعالى قادر على أن ينزهه مما قذفوه به على وجه لا يلحقه معه فضيحة أخرى، وليس يرمي بذلك أنبياء الله تعالى من يعرف أقدارهم.
والذي روي في ذلك من الصحيح معروف، وهو أن بني إسرائيل لما مات هارون (عليه السلام) قذفوا موسى بأنه قتل هارون (1) لأنهم كانوا إلى هارون (عليه السلام) أميل، فبرأه الله تعالى من ذلك بأن أمر الملائكة حتى (2) حملت هارون (عليه السلام) ميتا، فمرت به على محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ومبرئة لموسى (عليه السلام) من قتله.
وهذا الوجه يروى عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
وروي أيضا أن موسى (عليه السلام) نادى أخاه هارون (عليه السلام) فخرج من قبره فسأله هل قتله؟ قال: لا. ثم عاد [إلى قبره].
وكل هذا (3) جائز، والذي ذكره الجهال غير جائز.

(1) في " ش، ع ": قذفوه بأنه قتله.
(2) في " م ": بأن حملت، وفي " ع ": بأن تحمل.
(3) في " ش ": وهذا كله.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»