تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٨٥
بما هو معروف، فلا حاجة بنا إلى ذكره (1).
وأما قوله تعالى: * (وهل أتاك نبأ الخصم) * فالخصم مصدر لا يجمع ولا يثنى ولا يؤنث، ثم قال: * (إذ تسوروا المحراب) * فكنى عنهم بكناية الجماعة، وقيل في ذلك: إنه خرج (2) الكلام على (3) المعنى دون اللفظ، لأن الخصمين هاهنا (4) كالقبيلين أو الجنسين، وقيل: بل جمع، لأن الاثنين أقل الجمع، وأوله لأن فيهما معنى الانضمام والاجتماع، وقيل: بل كان مع هذين الخصمين غيرهما ممن يعينهما ويؤيدهما، فإن العادة جارية فيمن يأتي باب السلطان بأن يحضر معه (5) الشفعاء والمعاونين، فأما خوفه منهما فلأنه (عليه السلام) كان خاليا بالعبادة في وقت لا يدخل عليه فيه أحد على مجرى عادته (6)، فراعه منهما انهما أتيا في غير وقت الدخول، أو لأنهما دخلا من غير المكان المعهود. وقولهما:
* (خصمان بغى بعضنا على بعض) * جرى على التقدير والتمثيل. وهو (7) كلام مقطوع عن أوله، وتقديره: " أرأيت لو كنا كذلك واحتكمنا إليك "؟ ولابد لكل واحد (8) من الاضمار في هذه الآية، وإلا لم يصح الكلام، لأن خصمان لا يجوز أن يبتدؤا به.

(1) في " ع ": ما ذكره.
(2) في " م، ع ": إخراج.
(3) في " ش ": عن - خ -.
(4) في " ع ": هاهنا كانا.
(5) في " ش ": يحضره مع.
(6) في " ش ": العادة.
(7) في " ع ": وهذا.
(8) في " م ": أحد.
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الخصومة (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»