تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٨٤
أرى بلاءك، فكان ما شاء الله أن يكون، وطال عليه ذلك حتى كاد ينساه. فبينا هو في محرابه إذ وقعت عليه حمامة، فأراد أن يأخذها فطارت إلى كوة المحراب، فذهب ليأخذها فطارت [من الكوة]، فاطلع من الكوة فإذا امرأة تغتسل فهواها (1) وهم بتزويجها، وكان لها بعل يقال له " أوريا " فبعث به إلى بعض السرايا وأمر بتقديمه (2) أمام التابوت الذي فيه السكينة، وكان غرضه أن يقتل (3) فيتزوج بامرأته، فأرسل الله تعالى إليه الملكين في صورة خصمين ليبكتاه (4) على خطيئته، وكنيا (5) عن النساء بالنعاج.
وعليكم في هذه الآيات سؤال من وجه آخر وهو ان الملائكة لا تكذب فكيف قالوا: * (خصمان بغى بعضنا على بعض) *؟! وكيف قال أحدهما: * (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة) * إلى آخر الآيات (6)؟! ولم يكن من [كل] ذلك شئ؟
الجواب: قلنا: نحن نفسر الآية (7) ونبين انه (8) لا دلالة في شئ منها على وقوع الخطأ من داود (عليه السلام)، فهو الذي يحتاج إليه، فأما الرواية المدعاة، فساقطة مردودة، لتضمنها خلاف ما تقتضيه العقول في الأنبياء (عليهم السلام)، وقد طعن في رواتها

(1) في " ش ": فهم بها.
(2) في " ع ": وأمره أن يتقدم.
(3) في " ع ": يقتل فيه. وفي " ش ": يقتل زوج المرأة - خ -.
(4) بكته: ضربه.... لقيه بما يكره.... كبته بالحجة.... قرعه ووبخه.
(5) في " ش ": وكنى.
(6) في " ش، ع ": الآية.
(7) في " ع ": نحن نجيب بمقتضى الآية.
(8) في " ش ": انها، انه - خ -.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»