باستحقاقه للقتل، فاستفهم عن حاله. ومن أجاب بهذا الجواب إذا سئل عن قوله تعالى: * (حتى إذا لقيا غلاما فقتله) * (1) يقول: لا يمتنع تسمية الرجل بأنه غلام على مذهب العرب وإن كان بالغا.
أما قوله: * (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا) * (2) فالظاهر يشهد أن الخشية [هي] من العالم لا منه تعالى، والخشية هاهنا قيل: [إنها] العلم، كما قال الله تعالى: * (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) * (3)، وقوله تعالى:
* (إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله) * (4)، وقوله U: * (وإن خفتم عيلة) * (5) وكل ذلك بمعنى العلم.
وعلى هذا الوجه كأنه يقول: إنني علمت بإعلام الله تعالى [لي] ان هذا الغلام متى بقي كفر أبواه (6)، ومتى قتل بقيا على إيمانهما. فصارت تبقيته مفسدة ووجب اخترامه، ولا فرق بين أن يميته الله تعالى وبين أن يأمر بقتله.
وقد قيل: إن الخشية هاهنا بمعنى الخوف الذي لا يكون معه يقين ولا قطع (7). وهذا [جواب] يطابق جواب من قال: إن الغلام كان كافرا مستحقا للقتل بكفره، وانضاف إلى استحقاقه ذلك بالكفر خشية إدخال أبويه في الكفر وتزيينه (8) لهما. [وقد] قال قوم: إن الخشية هاهنا هي الكراهية.