تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٨١
الشئ المخبر عنه بالوراء يعلم أنه لا بد من بلوغه ثم يسبقه ويخلفه (1). فتقول العرب (2): " البرد وراءك " وهو يعني قدامك، لأنه قد علم أنه لابد من أن يبلغ البرد ثم يسبق.
ووجه آخر: وهو أنه يجوز أن يريد أن ملكا ظالما كان خلفهم وفي طريقهم عند رجوعهم على وجه لا انفكاك لهم منه ولا طريق لهم إلا (3) المرور به، فخرق السفينة حتى لا يأخذها إذا عادوا عليه. ويمكن أن يكون وراءهم على وجه الاتباع والطلب، والله تعالى أعلم بمراده (4).
[تنزيه موسى (عليه السلام) عن تبرئته بهتك عورته:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) * (5) أو ليس قد روي في الآثار أن بني إسرائيل رموه (عليه السلام) بأنه آدر (6) وبأنه أبرص، وأنه (عليه السلام) ألقى ثيابه على صخرة ليغتسل، فأمر الله تعالى [تلك] الصخرة بأن تسير فسارت وبقي موسى (عليه السلام) مجردا يدور على (7) محافل بني إسرائيل حتى رأوه وعلموا أنه لا عاهة به.

(١) في " م، ش ": سبقه وتخليفه.
(٢) في " م ": فيقول العربي.
(٣) في " م، ش ": غير.
(٤) إلى هنا أخرجه المجلسي في البحار: ١٣ / ٣١٣ - ٣١٩ عن كتابنا هذا.
(٥) سورة الأحزاب: ٦٩.
(6) أي المنتفخ الخصيتين لتسرب سائل في غلافها.
(7) في " ش ": في.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»