تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٧٤
يفتقر إلى غيره ممن ليس له برعية فجائز، وما تعلمه من هذا العالم إلا كتعلمه من الملك الذي يهبط [عليه] (1) بالوحي، وليس في هذا دلالة على أن ذلك العالم كان أفضل من موسى (عليه السلام) في العلم، لأنه لا يمتنع أن يزيد موسى (عليه السلام) [عليه] في سائر العلوم التي هي أفضل وأشرف مما علمه، فقد يعلم أحدنا شيئا من [سائر] المعلومات وإن كان ذلك (2) المعلوم يذهب إلى (3) غيره ممن هو أفضل منه وأعلم.
وأما نفي الاستطاعة فإنما أراد بها ان الصبر لا يخف عليك وانه يثقل على طبيعتك، كما يقول أحدنا لغيره: " إنك لا تستطيع أن تنظر إلي "، وكما تقول (4) للمريض الذي يجهده الصوم وإن كان قادرا عليه: " إنك لا تستطيع الصيام ولا تطيقه " وربما عبر بالاستطاعة عن الفعل نفسه كما قال الله تعالى حكاية عن الحواريين: * (هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء) * (5) فكأنه على هذا الوجه قال [له]: إنك لن تصبر ولن يقع منك الصبر. ولو كان إنما نفى القدرة على ما ظنه الجهال، لكان العالم وهو في ذلك سواء، فلا معنى لاختصاصه بنفي الاستطاعة، والذي يدل على أنه [إنما] نفى عنه الصبر لا الاستطاعة (6) قول موسى (عليه السلام) في جوابه: * (ستجدني إن شاء الله صابرا) * (7) ولم يقل: ستجدني إن

(١) في " ش ": إليه.
(٢) في " ش ": كان من ذلك - خ -.
(٣) في " م، ش ": ذهب على.
(٤) في " م، ع ": يقال.
(٥) سورة المائدة: ١١٢.
(٦) في " م، ع ": لا استطاعته.
(٧) سورة الكهف: ٦٩.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»