تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٨٠
جماعة في السفينة حتى يكون له منها الجزء اليسير، كان أسوأ [حالا] وأظهر فقرا.
ووجه آخر: [وهو] أن لفظة المساكين قد قرئت بتشديد السين [وفتح النون]، فإذا صحت هذه الرواية فالمراد بها البخلاء، وقد سقط السؤال.
فأما قوله تعالى: * (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) * فهذه اللفظة يعبر بها عن الأمام والخلف معا، فهي هاهنا بمعنى الأمام. ويشهد بذلك قوله تعالى: * (ومن ورائه جهنم) * (1) يعني من قدامه وبين يديه (2). وقال الشاعر (3):
ليس على طول الحياة ندم * ومن وراء المرء ما [لا] يعلم [من الكامل] وقال الآخر (4):
أليس ورائي إن تراخت منيتي * لزوم العصا تحنى عليها الأصابع [من الطويل] ولا شبهة في أن المراد بجميع ذلك: القدام.
وقال بعض أهل العربية: إنما صلح أن يعبر بالوراء عن الأمام (5) إذا كان

(١) سورة إبراهيم: ١٦.
(٢) في " ش ": من قدامهم وبين أيديهم.
(٣) قائله: مرقش. انظر: لسان العرب: ١٥ / ٣٩٠ - وري -.
(٤) قائله: لبيد بن أبي ربيعة. انظر: لسان العرب: ١ / 193 - ورأ -، وج 15 / 390 - وري -.
(5) في " ش ": أن يعني بالوراء عن القدام - خ -.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»