تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٧٣
منكرا في (1) الحقيقة؟
وما معنى قوله: * (لا تؤاخذني بما نسيت) * (2) وعندكم ان النسيان لا يجوز على الأنبياء (عليهم السلام)؟
ولم نعت موسى (عليه السلام) النفس بأنها زكية (3) ولم تكن كذلك على الحقيقة؟
ولم قال في الغلام: * (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا) * (4)، فإن كان الذي خشي هو الله (5) تعالى على ما ظنه قوم، فالخشية لا تجوز عليه تعالى، وإن (6) كان هو الخضر (عليه السلام) فكيف يستبيح دم الغلام لأجل الخشية، والخشية لا تقتضي علما ولا يقينا؟
الجواب: قلنا: أما (7) العالم الذي نعته الله تعالى في هذه الآيات (8) فلا يجوز إلا أن يكون نبيا فاضلا، وقد قيل: إنه الخضر (عليه السلام)، وأنكر أبو علي الجبائي ذلك وزعم أنه ليس بصحيح قال: لأن الخضر (عليه السلام) يقال: إنه كان نبيا من [أنبياء] بني إسرائيل الذين بعثوا من بعد موسى (عليه السلام)، وليس يمتنع أن يكون الله تعالى قد أعلم هذا العالم ما لم يعلمه موسى (عليه السلام)، وأرشد موسى (عليه السلام) إليه ليتعلم منه، وإنما المنكر أن يحتاج (9) النبي (عليه السلام) في العلم إلى بعض رعيته المبعوث إليهم. فأما أن

(١) في " ش ": على، في - خ -.
(٢) سورة الكهف: ٧٣، ٨٠.
(٣) في " م، ش ": زاكية.
(٤) سورة الكهف: ٧٣، 80.
(5) في " م، ع ": خشية الله.
(6) في " ش ": يقال: وإن.
(7) في " ع ": إن.
(8) في " ش ": الآية.
(9) في " ش ": إنما المنكر إذا احتاج.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»