فعله كبيرهم هذا) * (1)، وقوله: * (إني سقيم) * (2) " (3). والمراد بذلك - إن كان هذا الخبر صحيحا - أنه فعل ما ظاهره الكذب.
وإذا حملنا هذه اللفظة على غير النسيان الحقيقي فلا سؤال فيها، وإذا حملناها على النسيان في الحقيقة كان الوجه فيه ان النبي (عليه السلام) إنما لا يجوز عليه النسيان فيما يؤديه عن الله تعالى، أو في شرعه، أو في أمر يقتضي التنفير عنه.
فأما فيما هو خارج عما ذكرناه فلا مانع من النسيان، ألا ترى انه إذا نسي أو سهى في مأكله أو مشربه على وجه لا يستمر ولا يتصل، فينسب إلى أنه مغفل، فإن ذلك غير ممتنع، وأما وصف النفس بأنها زكية (4) فقد قلنا: إن ذاك خرج مخرج الاستفهام لا على سبيل الاخبار، وإذا كان استفهاما فلا سؤال على هذا الموضع. وقد اختلف المفسرون في تفسير (5) النفس، فقال أكثرهم: إنه كان صبيا لم يبلغ الحلم، وان الخضر وموسى (عليهما السلام) مرا بغلمان يلعبون، فأخذ الخضر (عليه السلام) [منهم] غلاما فأضجعه وذبحه بالسكين. ومن (6) ذهب إلى هذا الوجه يجب أن يحمل عليه قوله زكية (7) على أنه من الزكاة الذي هو الزيادة والنماء، لا من الطهارة في الدين من قولهم: زكت الأرض تزكوا إذا زاد ريعها.
وذهب قوم إلى أنه كان رجلا بالغا كافرا ولم يكن يعلم موسى (عليه السلام)