تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٦٩
سأل معرفة لا يقتضيها التكليف [من الناس]. وفي الناس من قال: إنه [إنما] تاب من حيث ذكر في الحال ذنبا صغيرا متقدما. و [أن] الذي يجب أن يقال في تلفظه بذكر التوبة انه وقع على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى، والرجوع إليه، والتقرب منه، وإن لم يكن هناك ذنب معروف. وقد يجوز [أيضا] أن يكون الغرض في ذلك مضافا إلى ما ذكرناه من الاستكانة والخضوع والعبادة تعليمنا وتفهيمنا (1) على ما نستعمله وندعو به عند نزول الشدائد، وظهور الأهوال، وتنبيه القوم المخطئين خاصة على التوبة مما التمسوه من الرؤية المستحيلة عليه تعالى، فإن الأنبياء (عليهم السلام) وإن لم تقع منهم القبائح فقد تقع من غيرهم، ويحتاج من وقع ذلك منه إلى التوبة والاستغفار والاستقالة، وهذا بين بحمد الله ومنه.
[بيان الوجه في أخذ موسى (عليه السلام) برأس أخيه يجره:] مسألة: فإن قيل: فما وجه قوله تعالى حكاية عن موسى (عليه السلام): * (وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين) * (2) أو ليس ظاهر هذه الآية يدل على أن هارون (عليه السلام) أحدث ما أوجب إيقاع ذلك الفعل به (3)؟
وبعد فما الاعتذار لموسى (عليه السلام) من ذلك وهو فعل السفهاء (4) والمتسرعين وليس من عادة الحكماء المتماسكين؟

(١) في " م، ش ": وتوفيقنا.
(٢) سورة الأعراف: ١٥٠.
(3) في " ش، ع ": منه.
(4) في " م، ع ": السخفاء.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»