تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٦٢
ربه وقال: [يا] رب، إنك آتيتهم هذه الأموال والزينة في الحياة الدنيا على طريق العذاب، ولتضلهم في الآخرة عن سبيلك التي هي سبيل الجنة وتدخلهم النار بكفرهم، ثم سأله أن يطمس على أموالهم بأن يسلبهم إياها ليزيد ذلك في حسرتهم وعذابهم ومكروههم، ويشد على قلوبهم بأن يميتهم على هذه الحال المكروهة. وهذا جواب قريب من الصواب والسداد، [وفيه نظر].
[تنزيه موسى (عليه السلام) عن سؤال الرؤية لنفسه:] مسألة: فإن قيل: فما الوجه في قوله تعالى: * (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني) * (1) أو ليس هذه الآية تدل على جواز الرؤية عليه تعالى لأنها لو لم تجز لم يسغ أن يسألها موسى (عليه السلام) كما [لا] يجوز أن يسأله اتخاذ الصاحبة والولد؟
الجواب: قلنا: أولى ما أجيب به عن هذه الآية أن يكون موسى (عليه السلام) لم (2) يسأل الرؤية لنفسه، وإنما سألها لقومه، فقد روي أن قومه طلبوا ذلك منه، فأجابهم بأن الرؤية لا تجوز عليه تعالى، فلجوا به وألحوا عليه في أن يسأل الله تعالى أن يريهم نفسه، وغلب في ظنه أن الجواب إذا ورد من جهته جلت عظمته كان أحسم للشبهة وأنفى لها، فاختار السبعين الذين حضروا الميقات لتكون المسألة بمحضر منهم، فيعرفوا ما يرد من الجواب، فسأل (3) (عليه السلام) على ما نطق به القرآن، وأجيب بما يدل على أن الرؤية لا تجوز عليه U.

(١) سورة الأعراف: ١٤٣.
(2) في " ش ": لا.
(3) في " ش ": فسأله.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»