الآية على العلم الضروري احتيج إلى حذف في الكلام، فيصير تقديره: أرني أنظر [إليك - يعني -] إلى الآيات التي عندها أعرفك (1) ضرورة.
ويمكن في هذا الوجه (2) الأخير خاصة أن يقال: إذا كان المذهب الصحيح عندكم أن النظر في الحقيقة غير الرؤية، فكيف يكون (3) قوله: * (أنظر إليك) * على حقيقته، في جواب من حمل الآية على طلب الرؤية لقومه؟
فإن قلتم: لا يمتنع أن يكونوا إنما التمسوا الرؤية التي يكون معها النظر والتحديق إلى الجهة فسأل على حسب ما التمسوا (4).
قيل لكم: هذا ينقض تفريقكم (5) في هذا الجواب بين سؤال الرؤية وبين سؤال [جميع] ما يستحيل عليه من الصاحبة والولد، وما يقتضي الجسمية بأن يقولوا (6): الشك في الرؤية لا يمنع من صحة معرفة السمع، والشك في جميع ما ذكر (7) يمنع من ذلك، لأن الشك الذي لا يمنع من معرفة السمع إنما هو في الرؤية التي [لا] يكون معها نظر ولا يقتضي التشبيه.
فإن قلتم: يحمل ذلك (8) النظر على أن المراد به نفس الرؤية على سبيل المجاز، لأن [من] عادة العرب أن يسموا الشئ باسم طريقه وما قاربه و [ما]