تعالى إلى مسألته بقوله: * (قد أوتيت سؤلك يا موسى) * (1)؟ وهذا يدل على (2) ثقته بالإجابة إلى مسألته التي قد تقدمت، وكان مأذونا له فيها. فقال: * (إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) * شرحا لصورته وبيانا عن حاله المقتضية لضم (3) أخيه إليه في الرسالة، فلم تكن مسألته إلا عن إذن وعلم وثقة بالإجابة.
[تنزيه موسى (عليه السلام) عن الكفر والسحر:] مسألة: فإن قيل: كيف جاز لموسى (عليه السلام) أن يأمر السحرة بإلقاء الحبال والعصي وذلك كفر وسحر وتلبيس وتمويه، والأمر بمثله لا يحسن؟
الجواب: قلنا: لا بد من أن يكون في أمره (عليه السلام) بذلك شرط، فكأنه قال:
ألقوا ما أنتم ملقون إن كنتم محقين، وكان (4) فيما تفعلونه حجة. وحذف الشرط لدلالة الكلام [عليه]، واقتضاء الحال له، وقد جرت العادة باستعمال هذا الكلام محذوف الشرط، وإن كان الشرط مرادا، وليس يجري هذا مجرى قوله تعالى:
فأتوا بسورة من مثله) * (5) وهو يعلم أنهم لا يقدرون على ذلك.
وما أشبه هذا الكلام من ألفاظ التحدي، لأن التحدي وإن كان بصورة