تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٥٩
السؤال في التفسير، وأجاب عنه بأن في (1) الآية ما يدل على حذف حرف الاستفهام، وهو دليل العقل الدال على أن الله تعالى لا يضل العباد عن الدين، ودليل العقل أقوى مما يكون في الكلام دالا على حرف الاستفهام. وهذا ليس بشئ، لأن دليل العقل وإن كان أقوى من كل دليل بصحة (2) الكلام، فإنه ليس يقتضي في الآية أن يكون حرف الاستفهام منها محذوفا لا محالة، لأن العقل إنما يقتضي تنزيه (3) الله تعالى عن أن يكون مجربا بشئ من أفعاله إلى إضلال العباد عن الدين، وقد يمكن صرف الآية إلى ما يطابق دليل العقل من تنزيهه تعالى عن القبيح، من غير أن يذكر الاستفهام ويحذف حرفه. وإذا كان [ذلك] ممكنا لم يكن في العقل دليل على حذف حرف الاستفهام، وإنما (4) يكون فيه دليل على ذلك لو كان يتعذر تنزيهه تعالى عن إرادة الضلال، إلا بتقدير الاستفهام.
فأما قوله تعالى: * (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) * فأجود ما قيل فيه إنه عطف على قوله: * (ليضلوا عن سبيلك) * وليس بجواب لقوله: * (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم) * وتقدير الكلام: * (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) * (5) وهذا الجواب يطابق أن يكون اللام للعاقبة، وأن يكون المعنى فيها لئلا يضلوا أيضا.

(١) في " م ": مع.
(٢) في " م، ع ": يصحب.
(٣) في " م ": تنزيهه.
(٤) في " م ": وإنما كأن.
(٥) سورة يونس: ٨٨.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»