تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٥٧
الكلام " لئلا تشتمونا "؟ وفي الآية إنما حذف أيضا حرفان وهما (أن) و (لا)، وإنما جعلنا حذف اللام فيما استشهدنا به بإزاء حذف (أن) في الآية من حيث كانا جميعا ينبئان عن الغرض ويدلان على المقصود (1)، ألا ترى انهم يقولون:
" جئتك لتكرمني " كما تقولون: " جئتك أن تكرمني "؟ والمعنى: أن غرضي الكرامة، فإذا جاز أن يحذفوا أحد الحرفين جاز أن يحذفوا الآخر.
وثانيها: ان اللام ها هنا [هي] لام العاقبة وليست بلام الغرض، ويجري مجرى قوله تعالى: * (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا) * (2) وهم لم يلتقطوه لذلك بل لخلافه، غير أن العاقبة لما كانت ما ذكره حسن إدخال اللام، ومثله قول الشاعر:
وللموت تغذو الوالدات سخالها * كما لخراب الدور تبنى المساكن (3) [من الطويل] ونظائر ذلك كثيرة، فكأنه تعالى لما علم أن عاقبة أمرهم الكفر، وأنهم لا يموتون إلا كفارا، وأعلم ذلك نبيه (عليه السلام)، حسن (4) أن يقول: إنك أتيتهم الأموال ليضلوا.
وثالثها: أن يكون مخرج الكلام مخرج النفي والانكار على من زعم أن الله تعالى فعل ذلك ليضلهم، ولا يمتنع أن يكون هناك من يذهب إلى مذهب

(١) في " م، ش ": المقصد.
(٢) سورة القصص: ٨.
(٣) ورد البيت أيضا في: الصحاح للجوهري: ٥ / ٢٠٣٦، لسان العرب: ١٢ / ٥٦٢، القاموس المحيط: ٤ / ١٧٨، خزانة الأدب: ٩ / 529 و 532. وقائله: سابق البربري.
(4) في " ش ": حسن ذلك.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: آل فرعون (1)، سورة القصص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»