تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٥١
وإنما خرج موسى (عليه السلام) خائفا على نفسه من قوم فرعون بسبب قتله (1) القبطي، فرأى ذلك الرجل يخاصم رجلا من أصحاب فرعون فاستنصر موسى (عليه السلام)، فقال له عند ذلك: * (إنك لغوي مبين) * وأراد: انك خائب في طلب ما لا تدركه وتكلف ما لا تطيقه، ثم قصد إلى نصرته كما نصره بالأمس على الأول (2)، فظن أنه يريده بالبطش لبعد فهمه، فقال له: * (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) * (3). فعدل عن قتله، وصار ذلك سببا لشيوع (4) خبر القبطي بالأمس.
[تنزيه موسى (عليه السلام) عن الضلال:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قول فرعون لموسى (عليه السلام): * (وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين) * (5) وقوله (عليه السلام): * (فعلتها إذا وأنا من الضالين) * (6) وكيف نسب (عليه السلام) الضلال إلى نفسه، ولم يكن عندكم في وقت من الأوقات ضالا؟
الجواب: قلنا: أما قوله: * (وأنت من الكافرين) * فإنما أراد به [من الكافرين] لنعمتي [وحق تربيتي]، فإن فرعون كان المربي لموسى (عليه السلام) إلى أن

(١) في " م، ش ": قتل.
(٢) في " م، ش ": الآخر.
(٣) سورة القصص: ١٩.
(٤) في " م، ش ": لشياع.
(٥) سورة الشعراء: ١٩، ٢٠.
(٦) سورة الشعراء: ١٩، 20.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»