تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٥٦
الأليم) * (1)؟
الجواب: قلنا: أما قوله تعالى: * (ليضلوا عن سبيلك) * ففيه وجوه:
أولها: انه أراد لئلا يضلوا عن سبيلك، فحذف [لا]، وهذا له نظائر كثيرة في القرآن، وكلام العرب، فمن ذلك قوله تعالى: * (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) * (2) وإنما أراد: " لئلا تضل "، وقوله تعالى: * (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) * (3)، وقوله تعالى: * (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) * (4).
وقال الشاعر:
نزلتم منزل الأضياف منا * فعجلنا القرى أن تشتمونا (5) [من الوافر] والمعنى: أن لا تشتمونا.
فإن قيل: ليس هذا نظيرا لقوله تعالى: * (ربنا ليضلوا عن سبيلك) * لأنكم حذفتم في الآية (ان) و (لا) معا وما استشهدتم به إنما حذف منه لفظة [لا] فقط.
قلنا: كلما استشهدنا به فقد حذف منه (6) اللام ولا معا، ألا ترى أن تقدير

(١) سورة يونس: ٨٨.
(٢) سورة البقرة: ٢٨٢.
(٣) سورة الأعراف: ١٧٢.
(٤) سورة النحل: ١٥.
(5) القائل هو عمرو بن كلثوم التغلبي. انظر: شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ص 141، وفيه: " فأعجلنا " بدل " فعجلنا ".
(6) في " ع ": فيه.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»