كبر وبلغ، ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عنه: * (ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين) * (1)؟
وأما قول موسى (عليه السلام): * (فعلتها إذا وأنا من الضالين) *، فإنما أراد به [من] الذاهبين عن أن الوكزة تأتي على النفس، أو أن المدافعة تفضي إلى القتل. وقد يسمى الذاهب عن الشئ بأنه ضال [عنه]، ويجوز أيضا أن يريد: انني ضللت عن فعل المندوب إليه من الكف عن القتل في تلك الحال والفوز (2) بمنزلة الثواب.
[بيان خيفة موسى (عليه السلام) والوجه فيها:] مسألة: فإن قيل: كيف جاز لموسى (عليه السلام) وقد قال تعالى: * (أن ائت القوم الظالمين) * (3) أن يقول في الجواب: * (إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ولهم علي ذنب) * (4)؟ وهذا استعفاء من (5) الرسالة.
الجواب: ان ذلك ليس باستعفاء كما تضمنه السؤال، بل كان (عليه السلام) قد اذن له في أن يسأل ضم أخيه (عليه السلام) في الرسالة إليه قبل هذا الوقت، وضمنت له الإجابة، ألا ترى إلى قوله تعالى: * (وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا - إلى قوله: - واجعل لي وزيرا من أهلي هارون) * (6) فأجابه الله