تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٤٥
[ربكم] من ذنوبكم السالفة ثم توبوا إليه بعد ذلك من كل ذنب يكون منكم أو معصية، وهذا ليس بشئ، لأنه إذا حمل الاستغفار المذكور في الآية على التوبة [منه] فلا معنى لتخصيصه بما سلف دون ما يأتي، لأن التوبة من ذلك أجمع واجبة، ولا معنى أيضا لتخصيص قوله ثم توبوا إليه من المعاصي المستقبلة دون الماضية، لأن الماضي والمستقبل مما يجب التوبة منه، فالذي حكيناه أولا عنه أشفى وأولى.
[حول نكاح ابنته (عليه السلام):] مسألة: فإن قيل: فما الوجه في عدول شعيب (عليه السلام) عن جواب ابنته في قولها [له]: * (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين - إلى قوله لموسى (عليه السلام): - إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) * (1) وهي لم تسأل النكاح ولا عرضت به، فترك إجابتها عن كلامها وخرج إلى شئ لم يجر ما يقتضيه.
الجواب: انها لما سألته [أن] يستأجره ومدحته بالقوة والأمانة، كان كلامها دالا على الترغيب فيه، والتقريب منه، والمدح له بما (2) يدعو إلى إنكاحه، فبذل له النكاح الذي يقتضي غاية الاختصاص، فما فعله شعيب (عليه السلام) في غاية المطابقة لجوابها ولما يقتضيه سؤالها.
[في قول شعيب (عليه السلام): * (فإن أتممت عشرا فمن عندك) *:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قول شعيب (عليه السلام): * (إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما

(١) سورة القصص: ٢٦ - 27.
(2) في " ش ": مما، بما - خ -.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»