والخجل من أفكارنا وتراثنا وعاداتنا؟.
قد يكون الغرب بتلك العادات والتقاليد أشاد له نمطا حضاريا عززه بتقدم تقني هائل، ولكن هذا لا يمنع من أن يبقى هذا النمط مدانا في أفكاره وأخلاقياته حول طرق جمع الثروة التي أدت إلى ذاك التقدم التقني، وما أصابنا من تخلف وتقهقر قبال حضارة الغرب لا يعني لنا أن نتنكر عن معاييرنا الفكرية، فهذه المعايير هي هويتنا التي نحيى بها ونموت من أجلها، إننا قهرنا تقنيا في البداية، وجاء الغرب ليقنعنا بالهزيمة النفسية التي تبيح لنا الهزيمة الفكرية.
إننا أعداء الخطأ أينما كان، وقد حبانا الله بدينه ودين رسوله وآله الميامين لكي نسير بعيدا عن الخطأ، ولهذا فإننا إن وجدنا أفكارنا متطابقة مع ما تعلمناه من هذا الدين اعتبرناه منهاجا فكريا وروحيا وسلوكيا نتعبد به، وإن وجدنا يتنكر لأي شئ من ذلك تنكرنا له كائنا من كان قائله ومهما مت إلينا بصلة: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوب الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه