التشيع من رئي التسنن - السيد محمد رضا المدرسي اليزدي - الصفحة ٢٤٥
خير من النوم "، وهذان لا يغير شيئا من الموضوع، فالتغيير المذكور على أساس نص الرواية متعلق بصلاة الصبح. وعليه حتى باعتبار نص هذه الرواية فان سائر الاذان لا بد ان يشتمل على الفقرة " حي على خير العمل ".
أضف إلى أن هذا الذيل يتعارض مع الروايات التي نفت التثويب في الأذان و يدل بوضوح على أن قول " الصلاة خير من النوم " زيادة أضيفت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). (1) واحتمال النسخ هو الاخر منتفي؛ لانه لو كان قد نسخ لعلم بها " ابن عمر " و " أبي أمامة " والآخرون، ثم فلا معنى لذكر " حي على خير العمل " في أذانهم، و إضافة على ذلك فانه لم يذكر هذا الاحتمال أحد.
ثالثا، تفيد روايات أهل البيت (عليهم السلام) أن " حي على خير العمل " جزء من الفصول الأصلية للأذن في جميع الأوقات والذي نزل به الوحي الأمين على قلب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم). (2)

١. روى عن " ابن عباس " أن فلسفة الخليفة الثاني من حذف " حي على خير العمل " خشية ان يترك الناس الجهاد ويقولون ان كانت الصلاة خير الاعمال - والذي نسمعه عدة مرات كل يوم في كل أذان وإقامة - فلم نتركها ونقبل على الجهاد؟ ولذلك نهى الخليفة الثاني عنها مخافة الرغبة عن الجهاد، ثم أمر بان يقال بدلا منها " الصلاة خير من النوم ".
والحق ان قضية كون الصلاة خير الاعمال وردت حتى في الروايات المستقلة التي لا علاقة لها بالأذان، والشارع اعلم بفلسفة أحكامه.
وقد أفرد البيهقي بابا في سننه أسماه " باب خير أعمالكم الصلاة ". وروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه قال: " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة... " راجع: السنن الكبرى، ج 1، ص 457.
2. راجع: جامع أحاديث الشيعة، كتاب الصلاة، الباب، 17، باب عدد فصول الاذان والإقامة و كيفيتها وعللها.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست