نقول: أولا، لا يوجد هكذا دليل صحيح والذي ليس له معارض، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل لاحقا. (1) ثانيا، إذا افترض وجود مثل هذه الأدلة فان دلالتها غير قطعية، إلى جانب كون ظهور الآية قريبا بصراحة بحيث ان التصرف فيها مستهجن وبعيد عن كلام الله المجيد الذي يمثل قمة الفصاحة والبلاغة.
فان لم تكن " أرجلكم " معطوفة على " رءوسكم " وليست لها أحكامه، لا بد هناك من يرى أنها معطوفة على " أيديكم " ويجري عليها حكم الغسل.
ولكن لا مبرر هنا لجر " أرجلكم ". وكل ما ذكر لتبرير جر " أرجلكم " دون عطفها على الرؤوس، هو الجر بالجوار. فهم يقولون بأن " أرجلكم " في الواقع مفتوحة الا أنها جرت بسبب مجاورتها ل " رءوسكم " المجرورة.
وقد استشهدت هذه الجماعة ببعض الشواهد لاثبات صحة " الجر بالجوار " كشعر " امرئ القيس " في " المعلقات السبع (2) " الذي انشد فيه قائلا:
كأن أبانا (ثبيرا) في عرانين وبله * كبير أناس في بجاد مزمل (3) وشاهدهم هو ان " مزمل " يجب ان تكون مرفوعة لأنها صفة لكبير، الا انها جرت بسبب مجاورتها لكلمة " بجاد ".
وقد ورد قبل هذا البيت: