غير أن أفضل توجيه لجر " قدير " هو عطف التوهم الذي أشار اليه " ابن هشام " أيضا (1).
ولبيان وجه عطف التوهم لا بد من مقدمة مختصرة، وهي ان " اسم الفاعل " إذا كان بمعنى الماضي فانه يقع مضافا اى لا يمكن له ان ينصب، كما قال " ابن مالك ":
كفعله اسم فاعل في العمل * إن كان عن مضيه بمعزل ولم يخالف في هذه المسألة سوى " الكسائي " وأقل ما يمكن قوله ان المتبادر هو الإضافة; لا العمل.
اذا فهنا وطبقا للقاعدة لا بد ان يضاف " منضج " - وهو اسم الفاعل - إلى " صفيف "، لانه يخبر عن الماضي بقرينة وجود الفعل اى فظل (2) ولا يمكنه ان يعمل في معموله (صفيف) وينصبه، بل لا بد ان يضاف اليه، فتكون العبارة: " منضج صفيف شواء "، الا انه لم يضف بل عمل ونصب " صفيف " مراعاة لوزن الشعر سيما بالالتفات إلى البيت الذي سبقه.
ولذلك حيث كان من المناسب ان يكون " صفيف " مجرورا بالإضافة، ولم يجر، جيىء ب " قدير " المعطوف عليه مجرورا، وهذا هو معنى " عطف التوهم ".
فتبين مما سبق ان احتمال الجر بالجوار لا يمكن الاعتناء به. (3)